وفقا لأحكام الفقرة 13 من القرار 1822 (2008) والقرارات اللاحقة ذات الصلة، تتيح لجنة الجزاءات المفروضة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة موجزا سرديا لأسباب إدراج الأفراد والجماعات والمؤسسات والكيانات الواردة في قائمة الجزاءات المفروضة على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة.
أُدرج تنظيم Riyadus-Salikhin Reconnaissance and Sabotage Battalion of Chechen Martyrs (RSRSBCM) في القائمة في 4 آذار/مارس 2003، عملا بالفقرتين 1 و 2 من القرار 1390 (2002) ككيان مرتبط بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو بحركة الطالبان، بسبب ”المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها تنظيم القاعدة (QDe.004) أو بتعاون معه أو باسمه أو بالنيابة عنه أو دعما له، أو في التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها“.
كان تنظيم Riyadus-Salikhin Reconnaissance and Sabotage Battalion of Chechen Martyrs (RSRSBCM) يخضع لقيادة شامل سلمانوفيتش باساييف (متوفى)، وهو مرتبط بتنظيم Islamic International Brigade (IIB) (QDe.099) وبتنظيم Special Purpose Islamic Regiment (SPIR) (QDe.101).
وفي مساء يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر 2002، اشترك أعضاء من تنظيمات RSRSBCM و IIB و SPIR في عملية احتجزوا فيها 800 رهينة في مسرح بودشيبنيكوف زافود (دوبروفكا) في موسكو. وهدد المهاجمون بقتل الرهائن إن لم تلبِّ الحكومة الروسية مطالبهم. وقالوا إنهم كانوا مستعدين لقتل أنفسهم والرهائن بتفجير المسرح. وقُتلت مائة وتسع وعشرون رهينة خلال عملية الإنقاذ التي نفذتها حكومة الاتحاد الروسي.
ولاحقا، أعلن باساييف، زعيم كل من تنظيمي RSRSBCM و IIB في ذلك الوقت، المسؤولية علنا على الهجوم باسم تنظيم RSRSBCM. وعُزز إعلان داساييف بشريط فيديو بثته قناة الجزيرة في تغطية لحادث مسرح دوبروفكا وظهر فيه أحد مرتكبي الهجوم وهو يقدم نفسه بوصفه عضوا في ’’Sabotage and Military Surveillance Group of the Riyadh al-Salikhin Martyrs‘‘، وهو اسم يُكنَّى بها تنظيم RSRSBCM.
وعرَّف أيضا موقع شبكي مرتبط بالجماعات الانفصالية الشيشانية، موقع Kavkaz Center، أحد قادة محتجزي الرهائن في مسرح دوبروفكا بأنه موفسار باراييف، قائد تنظيم SPIR وأيضا أحد قادة تنظيم RSRSBCM في ذلك الوقت (مات باراييف في حادث مسرح دوبروفكا). وأمدَّ تنظيم SPIR، الذي كان يتزعمه باراييف وعمه، الراحل عربي باراييف، تنظيم RSRSBCM بقادة وبأفراد للسيطرة على مسرح دوبروفكا. وفي الواقع، فقد كان حادث مسرح دوبروفكا قد نُسب أولا إلى تنظيم SPIR على اعتبار أن باراييف كان هو قائد العملية الذي كُشفت هويته.
وفي حين أن وجود تنظيم RSRSBCM لم يكن معروفا قبل حادث مسرح دوبروفكا، فقد استمد أعضاءَه وقادتَه من تنظيمي IIB و SPIR. وبالإضافة إلى مشاركة تنظيمات IIB و SPIR و RSRSBCM في الهجوم الإرهابي على مسرح دوبروفكا في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2002، فقد ارتبط اسمها بهجمات إرهابية أخرى، أو هددت بشن هجمات إرهابية على أهداف مدنية وحكومية على السواء.
وفي 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2002، حذر باساييف، بصفته زعيم تنظيم RSRSBCM، علنا، الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها كانت قد أصبحت في ذلك الوقت أهدافا لهجمات مقبلة. وكتب باساييف يقول:
’’نخاطبكم حتى لا تقولوا في المستقبل إننا لم نحذركم من النتيجة الحتمية ... إن موقفكم موقف منافق قائم على سياسة الكيل بمكيالين، ومن الواضح أنه مؤيِّد للموقف الروسي ... وجميع المرافق العسكرية والصناعية والاستراتيجية الموجودة على الأراضي الروسية، مهما تكن الجهة التي تعود إليها، هدف عسكري مشروع لنا‘‘.
وواصل تنظيم RSRSBCM وباساييف القيام بعملياتهما بعد حادث مسرح دوبروفكا. ففي 27 كانون الأول/ديسمبر 2002، تسلل مفجِّرون انتحاريون شيشان المجمَّع الإداري الشيشاني الشديد التحصين في وسط مدينة غروزني، ثم قاموا بتفجير عبواتهم الناسفة. وخلَّف الانفجار أكثر من 80 قتيلا و 150 جريحا. وادعى باساييف في إحدى المقابلات بأنه لم يشارك في عملية التفجير فقط، بل كان هو شخصيا من ضغط زر جهاز التفجير عن بعد.
وهناك عدة صلات تربط قيادة هذه الكيانات بتنظيم القاعدة (QDi.004)، وبحركة طالبان وأسامة بن لادن (متوفى). ففي تشرين الأول/أكتوبر 1999، سافر رسل باساييف والخطاب، الذي كان زعيما من زعماء تنظيم IIB، إلى حيث يوجد مسكن أسامة بن لادن الأساسي في ولاية قندهار الأفغانية، فوافق بن لادن على تقديم مساعدة عسكرية ومعونة مالية كبيرتين، بوسائل تشمل اتخاذ ترتيبات لإرسال عدة مئات من المقاتلين إلى الشيشان لمقاتلة القوات الروسية ولارتكاب أعمال إرهابية. وفي وقت لاحق من ذلك العام، بعث بن لادن مبالغ مالية كبيرة إلى باساييف وباراييف والخطاب، وكان يُتوقع إنفاقها حصرا على تدريب المسلَّحين وتجنيد المرتزقة وشراء الذخائر. وكان أبو طارق، أحد نواب زعيم تنظيم IIB، الذي شارك أيضا في توجيه الأموال من مصادر خارجية إلى المتطرفين الشيشان، قد تلقى قبل مقتله في كانون الأول/ديسمبر 2002، عدة ملايين من الدولارات من منظمات إرهابية دولية، ومنها تنظيم القاعدة.
واعترف الخطاب علنا (وهو زعيمٌ لتنظيم IIB) بأنه أمضى الفترة بين عامي 1989 و 1994 في أفغانستان وأنه التقى بن لادن. وفي آذار/مارس 1994، وصل باساييف إلى أفغانستان وقام بجولة في معسكرات تدريب المقاتلين في ولاية خوست. ثم عاد إلى أفغانستان مع المجموعة الأولى من المقاتلين الشيشان في أيار/مايو 1994. وخضع باساييف للتدريب في أفغانستان وكانت له صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة. وقد تدرب في نهاية المطاف عدة مئات من الشيشان في معسكرات تنظيم القاعدة في أفغانستان. وبدعم مالي من تنظيم القاعدة، حشد الخطاب أيضا مقاتلين من أنغوشتيا وأوسيتيا وجورجيا وأذربيجان للقتال في الشيشان وفي داغستان. وبحلول آب/أغسطس 1995، كانت أعداد كبيرة من المقاتلين ضد القوات الروسية من ”العرب الأفغان“ (العرب الذين لديهم خبرة قتالية في أفغانستان ضد القوات السوفياتية)، وذلك استنادا إلى تقارير منشورة. وكثيرا ما كان الدعم متبادَلاً. وضم لواء النخبة التابع لتنظيم القاعدة، ”اللواء 055“ الذي قاتل التحالف الشمالي في أفغانستان، عددا من الشيشان، ويُعتقد أن كثيرا منهم كانوا من أتباع باساييف وباراييف والخطاب. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2001، أرسل الخطاب مقاتلين إضافيين إلى أفغانستان ووعد بدفع إعانة شهرية أو مبلغ مقطوع كبيرين في حالة الوفاة لأسر المتطوعين. وفي عام 2002، كان تنظيم القاعدة يسعى إلى جمع مليوني دولار من دولارات الولايات المتحدة لدعم أبو الوليد، الذين خلف الخطاب في زعامة تنظيم IIB بصفته زعيم عرب الشيشان الجديد.